طلاب العلم وتكبيرة الإحرام 

✍🏻 مما يؤسف له ويحزن عليه أن يُرى بعض طلاب العلم كثير التفويت لتكبيرة الإحرام، كثير القيام لقضاء ما فاته مع الإمام، كثير التأخر عن الصف الأول، 
ولو سئل عن فضل التكبيرة الأولى والصف الأول؛ لما خفيت عليه النصوص والأحاديث في فضلها وأجرها !
وكثير من العوام وكبار السن خير من بعض طلاب العلم في هذا، ولا يخفى هذا على ملاحظ للمساجد وعمّارها .

👈🏻 العلم إذا كان لا ينفع طالب العلم فيما يتكرر عليه في يومه وليلته من العبادات، فكيف يرجو أن ينفعه فيما سواه ، فضلًا عن أن ينتفع به غيره من الناس !

إذا ما لم يفدك العلم خيرا * * * 
فخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ * * * 
فليتك ثم ليتك ما فهمتا
فلا تَاْمَنْ سؤالَ اللهِ عنه * * * 
بتوبيخٍ: عَلِمْتَ فهل عَمِلْتا؟

إذا كنت تطلب العلم وأنت لا تبالي أدركت التكبيرة الأولى أم لا، وقفت في الصف الأول أم الثاني، سواء عندك أصليت مع الجماعة الأولى أم الأخرى، ولا تهتم لما فاتك من الأذكار والأوراد والسنن الرواتب !
فراجع نفسك أخي ✋🏻
واحذر من موت القلب، فوالله إنها لخسارة عظيمة .
فما يفوتك من الخير والثواب والمنازل العالية عند الله بترك سنن اليوم والليلة فضلًا عن الواجبات والفرائض = شيء كبير كثير !

👈🏻 كيف ، وهذه النوافل تسد ما تخرق من عباداتنا وصلواتنا التي ذهب كثير من أجرها وبركتها وخشوعها بسبب الذنوب والغفلة وكثرة السهو وقسوة القلب!

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (أوَّلُ ما يُحاسَبُ الناسُ بِهِ ، يَوْمَ القيامَةِ مِنْ أعمالِهمُ الصلاةُ ، يقولُ ربُّنا عزَّ وجلَّ لملائِكَتِهِ وهو أعلمُ : انظروا في صلاةِ عبْدِي أتَمَّها أَمْ نَقَصَها ؟ فَإِنْ كانتْ تامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً ، وَإِنْ كان انتقصَ منها شيئًا ، قال : انظروا هل لعبدي مِنْ تطَوُّعٍ ؟ فإنْ كان له تَطَوُّعٌ قال : أتِمُّوا لعبدي فريضتَهُ ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعمالُ على ذاكم) أخرجه أبو داود وغيره.

👈🏻 ثم أحدنا إذا راجع نفسه، وعاد عليها بالمحاسبة، لم يجد -في الغالب- عذرًا يرضى أن يعتذر به إلى ربه في تضييع هذه الخيرات، وتفويت هذه الرحمات، وقد أصحّ الله جسمه، وأسبغ عليه عافيته، إن هو إلا الكسل والتواني والإخلاد إلى الدعة والراحة . فواحسرتى على التفريط وضياع الأعمار ،،

✋🏻 أخي ، أول العلاج الاعتراف بالتقصير، فكلنا والله نقصر ونضعف، ولكن الموفق منا من يسرع فيتدارك عمله، ويقضي ما فاته، ويعوّض ما انفرط منه .

فاستعن بالله ، وتوكل عليه في عبادتك، واعتمد عليه في حولك وقوتك، فلا حول ولا قوة إلا بالله، ولازم الدعاء بصلاح القلب والعمل، وأكثر من الاستغفار والتوبة فإنها وظيفة العمر .

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .


أحمد بن نجيب السويلم
٢٨ جمادى الأولى ١٤٤٤هـ



Komentar

Postingan Populer